شهادة شفاء كاميليا
شهادة شفاء كاميليا
لماذا يسمح الرب بكل هذه المظالم؟ هذا هو السؤال الذي يتردد في قلوب الناس طوال الوقت.
والواقع إن المؤمنين متعثرون في الرب وآخرون رفضوا وجود هذا الاله بجملته!
إن هدف الشيطان الأول هو ان يتعثر الانسان في الرب ولا يثق فيه فينفصل عن مصدر قوته.
فينفرد الشيطان بالانسان ويصبح هو المصدر الوحيد للمعرفة، وفِي النهاية يقتله.
وسر نجاح الشيطان هو إننا نصدق أكاذيبه بل مرات كثيرة ندافع عنها.
ونحن لانتكلم عن ما يصدقه غير المؤمنين عن الله، بل ما تصدقه الكنيسة وتعلِم به.
وبدلاً من أن تكون الكنيسة صوتٌ ومرآةً نقية لصورة الرب علي الارض، إمتزجت بصوت أكاذيب الشيطان.
في تأملات الشفاء علي الموقع sodezo.net اوضحت كيف ان إرادة الرب دائما ان يشفي الجميع.
ولكن كل مرة أتكلم عن الشفاء الجسدي، يقول لي أحد وماذا عن شوكة بولس في الجسد؟
المنطق المعارض للشفاء الإلهي يعتمد على مسألة شوكة بولس الرسول في الجسد. فيقول مع إن بولس كان واحد من أعظم رسل الله إلا أن الله لم يشفه. ويقول البعض إن الله أراد بولس مريض حتى لا يرتفع ويتكبر.
ورداً علي هذا المنطق نقول:
لا نـجد في الكتاب أي دليل ان شوكة بولس في الجسد كانت مرضاً. بالتأكيد تسمع الناس تقول هذا ولكنه غير موجود في الكتاب.
في ٢كورنثوس ١٢ :٧–١٠
وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ ٱلْإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي ٱلْجَسَدِ، مَلاَكَ ٱلشَّيْطَانِ، لِيَلْطِمَنِي لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ. مِنْ جِهَةِ هَذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى ٱلرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. فَقَالَ لِي: تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي ٱلضَّعْفِ تـُكْمَلُ.
فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِـٱلْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ ٱلْمَسِيحِ. لِذَلِكَ أُسَرُّ بِـٱلضَّعَفَاتِ وَٱلشَّتَائِمِ وَٱلضَّرُورَاتِ وَٱلْاِضْطِهَادَاتِ وَٱلضِّيقَاتِ لأَجْلِ ٱلْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أولاً: لفظ لئلا ارتفع
يتكلم بولس عن فرط الأعلانات التى حصل عليها ثم يقول في ٢كورنثوس آية ٧ لئلا ارتفع…
و هناك طريقتين لتفسير هذا المقطع، الأول لا يتعارض مع حقيقة ان الله ليس هو الذي يضع مرض عليك. طريقه تقول ان شوكة بولس في الجسد كانت مرضاً والله قال له نعمتي تكفيك وهذا لا يعني ان الله يقول له ينبغي ان تتحمل هذا المرض بل يا بولس سبق وقد اعطيتك قوتي ونعمتي فقاوم المرض. وهؤلاء الناس تقول ان بولس فشل في هذه المحاولة.
وإن كنت تفسر الأمر هكذا، تُقِر إن الله قوته حاضرة لكننا لا نستعملها دائماً. وانا أوافق أن هذا صحيح. ان الله اعطانا القدرة لنتغلب على المرض ولكن لا تستخدم كل الناس هذه القوة. وهذا لا يعني انهم اناس بطلون او فشله، فلا واحد فينا يصنع اي شيء كامل.
وان أمكنني ان أوافق على هذا ولكن يمكنني ان أعرض وجهة نظر اخرى.
اولاً في٢كورنثوس١٢ : ٧ يقول بولس بوضوح ان هذا كان ملاك الشيطان. فلم يقل ان هذا كان من الله بل كان هذا من الشيطان. ومع ذلك تقول الناس ان هذا كان الله. وكلمة ملاك تشير ان هذا كان روح شيطاني يعاكسه.
و السبب الذى يجعل الناس تفترض ان الله هو الذي أعطاه هذا هو ان بولس يقول انه أتى عليه بسبب فرط الأعلانات لئلا يرتفع.
وهكذا يفترضوا بالتبعية ان الله أعطى بولس هذا ليبقيه متضعاًً. يربطوا التواضع بالله. ،فالتواضع شيء طيب فأي شيء يجعله يتواضع لا بد وأن يكون من الله.
ولكن هناك نوع إلاهي من الرفعة في كلا العهدين القديم والجديد. في العهد الجديد
١بطرس ٥: ٦ يقول: ” َفَتَوَاضَعُوا تَحْتَ يَدِ ٱللهِ ٱلْقَوِيَّةِ لِكَيْ يَرْفَعَكُمْ فِي حِينِهِ“.
هناك مواضع عدة تتكلم عن رفعة الله للإنسان.
وهذا ما يقوله بولس لئلا ارتفع. ولكن من روح الكتاب أرى ان كلمة أرتفع هنا تعني لا تشير للكبرياء. بعض الناس تقول ان بولس كان لديه مشكله كبرياء وتعجرف وان الله اعطاه هذه الشوكة في الجسد لكي يكسره ويجعله متضع.
أولاً فهذا ليس مبدأ إلاهي صالح فالكتاب يقول تواضعوا. فعندما يصنع الله هذا فيك فهذا ليس تواضع بل هذا إذلال. التواضع ليس شيئاً يمكنك ان تفرضه على أحد. فيجب ان يأتى من الداخل.
إن بولس كان يتمجد. في كل مكان يذهب يرى اناس يقومون من الأموات، أعين العمى تفتح ومعجزات كثيرة. وقد قال عنه الناس هذا الرجل قد قلب الدنيا رئساً على عقب. فكان بولس يرتفع في قامته من كثرة القوة والمسحة التي على حياته حتى أن هذا كان يجذب الناس الى الله. فيقولوا أريد أن اكون مثل بولس اريد ان تكون لى القوة لأغلب. ان أوضع فى سجن ويأتي زلزال و يحررني…
وكل مرة يرى بولس الأشياء تعمل معاً لخيرة. فترَّى الناس كل هذه الأشياء في حياة بولس وتقول أريد هذه القوة في حياتي.
فرأى الشيطان ان بولس يجذب كثيراً من الناس الى الله. لأنه كان يمشي في نصره كاملة حتى ان الشيطان اراد ان يذله. أراد الشيطان ان يصنع شيء ليحِد من ارتفاعه فأعطاه الشيطان شوكة في الجسد.
فواضح جداً ان هذا كان من الشيطان وليس من الله.
وإن كان احد يقول ويدعى انه مثل الرسول بولس وان لديهم مرض وان هذا هي شوكتهم فى الجسد وانهم لابد وأن يتحملوها.
فلنتذكر أن بولس قال إن هذه الشوكة أتت من أجل فرط الاعلانات. فبولس كتب أكثر من ثلث العهد الجديد ومن أجل كثرة إعلاناته. وعلى هذا أى انسان ليس لديه فرط أعلانات مثل بولس لا يجب ان يتواري وراء شوكة الجسد هذه.
فتقابلمدمنينللمخدراتوالخمرويعيشوافيالزنا. وعندما تكلمهم ان يأخذوا من شفاء من الرب فيقولوا، نعم لكن هذه شوكة في الجسد مثل الرسول بولس. وهم ليس لهم حتى علاقة بالله ويدّعوا شوكة بولس في الجسد!
لابد علي أقل تقدير ان تخرج من تحت هذا الغطاء. فتقول حسناً لا أعلم ماذا حدث لبولس ولكن هذه ليست مشكلتي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثانياً: كلمة ضعف
في ٢كورنثوس ١٢ :٧–١٠
وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ ٱلْإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي ٱلْجَسَدِ، مَلاَكَ ٱلشَّيْطَانِ، لِيَلْطِمَنِي لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ. مِنْ جِهَةِ هَذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى ٱلرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. فَقَالَ لِي: تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي ٱلضَّعْفِ تـُكْمَلُ.
فَبِكُلِّسُرُورٍأَفْتَخِرُبِـٱلْحَرِيِّفِيضَعَفَاتِي،لِكَيْتَحِلَّعَلَيَّقُوَّةُٱلْمَسِيحِ. لِذَلِكَ أُسَرُّ بِـٱلضَّعَفَاتِ وَٱلشَّتَائِمِ وَٱلضَّرُورَاتِ وَٱلْاِضْطِهَادَاتِ وَٱلضِّيقَاتِ لأَجْلِ ٱلْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ.
والكتاب يقول عن كلمة ضعف ببساطة انه كان ملاك من الشيطان ولا يحدد ما هو هذا الضعف تحديداً. والسبب إن الناس تقول ان هذا كان مرضاً إستخدام بولس كلمة ضعفاتي مرتين. وكلمة ضعفات تستخدم الآن لتشير الى المرض. فنقول هذا الشخص ضعيف للأشارة للوهن والمرض.
غير اننا نري سبقاً لأستخدام الكتاب المقدس لكلمة ضعف للدلالة علي غير المرض. فيقول إن عدم معرفتنا ما نصلي من اجله كما ينبغي، ضعف في رومية ٨ : ٢٦ ” وَكَذَلِكَ ٱلرُّوحُ أَيْضاً يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنـَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نـُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلَكِنَّ ٱلرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنـَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا“. وإن نظرت كلمة ضعف في القاموس فتعني أي وهن أو قصور. وتستخدم بوضوح شديد هنا كلمة ضعف لتشير لقصور معرفي وقلة فهم.
وهكذا عندما نرى بولس يستخدم كلمة ضعفي نتخيل انه يتكلم عن مرض لكن إن رجعنا للسياق نرى انها لا تتكلم عن المرض. فتذكر ان الناس هم الذين قسموا الكتاب الي أصحاحات وآيات مرقمة، ولا عيب في ذلك لكن يجب ملاحظة ان الرسالة الثانية لكورنثوس كانت رسالة واحدة غير مقسمة لأصحاحات ففي ٢كورنثوس ١١ يتكلم بولس عن ضعفاته فيقول: إِنْ كَانَ يَجِبُ ٱلْاِفْتِخَارُ، فَسَأَفْتَخِرُ بِأُمُورِ ضَعْفِي.
وهو نفس المصطلح المستخدم ويعطي شرح لما يطلق عليه ضعفاتي. فنقراء في ٢ كورنثوس ١١: ٢٣–٣٠
أَهُمْ خُدَّامُ ٱلْمَسِيحِ؟ أَقُولُ كَمُخْتَلِّ ٱلْعَقْلِ: فَأَنَا أَفْضَلُ. فِي ٱلْأَتـْعَابِ أَكْثَرُ. فِي ٱلضَّرَبَاتِ أَوْفَرُ. فِي ٱلسُّجُونِ أَكْثَرُ. فِي ٱلْمِيتَاتِ مِرَاراً كَثِيرَةً. مِنَ ٱلْيَهُودِ خَمْسَ مَرَّاتٍ قَبِلْتُ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَٱحِدَةً. ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ضُرِبْتُ بِـٱلْعِصِيِّ. مَرَّةً رُجِمْتُ. ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ٱنـْكَسَرَتْ بِيَ ٱلسَّفِينَةُ. لَيْلاً وَنَهَاراً قَضَيْتُ فِي ٱلْعُمْقِ. بِأَسْفَارٍ مِرَاراً كَثِيرَةً. بِأَخْطَارِ سُيُولٍ. بِأَخْطَارِ لُصُوصٍ. بِأَخْطَارٍ مِنْ جِنْسِي. بِأَخْطَارٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ. بِأَخْطَارٍ فِي ٱلْمَدِينَةِ. بِأَخْطَارٍ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ. بِأَخْطَارٍ فِي ٱلْبَحْرِ. بِأَخْطَارٍ مِنْ إِخْوَةٍ كَذَبَةٍ. فِي تَعَبٍ وَكَدٍّ. فِي أَسْهَارٍ مِرَاراً كَثِيرَةً. فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ. فِي أَصْوَامٍ مِرَاراً كَثِيرَةً. فِي بَرْدٍ وَعُرْيٍ. عَدَا مَا هُوَ دُونَ ذَلِكَ: ٱلتَّرَاكُمُ عَلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ. ٱلْاِهْتِمَامُ بِجَمِيعِ ٱلْكَنَائِسِ. مَنْ يَضْعُفُ وَأَنَا لاَ أَضْعُفُ؟ مَنْ يَعْثُرُ وَأَنَا لاَ أَلْتَهِبُ؟ إِنْ كَانَ يَجِبُ ٱلْاِفْتِخَارُ، فَسَأَفْتَخِرُ بِأُمُورِ ضَعْفِي.
فيقول في آية ٣٠ سأفتخر بأمور ضعفي، فتُرى عن ماذا يتكلم؟! تراه يقول خمس مرات قبلت أربعين جلدة إلا واحدة، ثلاث مرات ضربت بالعصا، مرة رجمت، ثلاث مرات انكسرت بى السفينة، بأسفار مراراً كثيرة. بإخطار سيول بأخطار لصوص بأخطار من بني جنسي بإخطار من الأمم بأخطار في المدينة بأخطار في البرية بأخطار في البحر من أخطار من أخوه كذبة….جوع وعطش.. برد وعري. ونهايةً يقول: إن كان يجب الافتخار، فسأفتخر بأمور ضعفي. وهذا يؤكد إن كلمة “ضعف” لا تشير فقط للمرض، فبولس أطلق على معاناته، ضعفاته.
و في الأصحاح ١٢ يكمل فيقول: “لِذَلِكَ أُسَرُّ بِـٱلضَّعَفَاتِ وَٱلشَّتَائِمِ وَٱلضَّرُورَاتِ وَٱلْاِضْطِهَادَاتِ وَٱلضِّيقَاتِ لأَجْلِ ٱلْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ.”
ذُكِرخمس أشياء في هذه الآية، أربع قصد بهم صعوبات و إن كانت الكلمة “ضيقات” تأخذ في السياق فلابد وأن تعنى هي أيضا صعوبات وعلي هذا تتماشي مع السياق العام للآية.
مع الأسف الكنيسة أختلط عليها الأمر فظنت إن ضغوط وتجارب الشيطان للإنسان الهدف منها صنع مؤمن قوي وكأن الشيطان يعمل لحساب الرب من الباطن!
ونسينا هدف الشيطان كما قال الرب في يوحنا ١٠ : ١٠ اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ ..
كان هدف الشيطان أن يقتل أو علي الأقل يُضعِف بولس ويضعف خدمته. ولكن الرب، في ظل محاولات الشيطان كان يعطيه النعمة أن يكمل خدمته ولا يضعف أو ينهار أمام هذه المحن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثالثاً: لفظ شوكة الجسد
وشيء آخر يدلل علي إن بولس لم يقصد المرض الجسدي، هو لفظ شوكة الجسد.
كثير مننا لا يعرف كلمة الله كما ينبغي ولكن لليهود الذي كان بولس يكتب لهم كانوا علي علم بهذا المصطلح. ففي أوائل كتب العهد القديم، ذكر مصطلح شوكة في الجسد ثلاث مرات.
أولاً في
عدد ٣٣: ٥٥ وَإِنْ لَمْ تَطْرُدُوا سُكَّانَ ٱلْأَرْضِ مِنْ أَمَامِكُمْ يَكُونُ ٱلَّذِينَ تَسْتَبْقُونَ مِنْهُمْ أَشْوَاكًا فِي أَعْيُنِكُمْ، وَمَنَاخِسَ فِي جَوَانِبِكُمْ، وَيُضَايِقُونَكُمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِيهَا.
فكان يتكلم عن ناس سيضطهدونهم ويتلفونهم.
ثانياً في
يشوع ٢٣: ١٣فَاعْلَمُوا يَقِينًا أَنَّ ٱلرَّبَّ إِلهَكُمْ لاَ يَعُودُ يَطْرُدُ أُولئِكَ ٱلشُّعُوبَ مِنْ أَمَامِكُمْ، فَيَكُونُوا لَكُمْ فَخًّا وَشَرَكًا وَسَوْطًا عَلَى جَوَانِبِكُمْ، وَشَوْكًا فِي أَعْيُنِكُمْ، حَتَّى تَبِيدُوا عَنْ تِلْكَ ٱلْأَرْضِ ٱلصَّالِحَةِ ٱلَّتِي أَعْطَاكُمْ إِيَّاهَا ٱلرَّبُّ إِلهُكُمْ.
مرة أخري يتكلم عن ناس.
ثالثاً في
حزقيال ٢٨ :٢٤ «فَلاَ يَكُونُ بَعْدُ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ سُلاَّءٌ مُمَرِّرٌ وَلاَ شَوْكَةٌ مُوجِعَةٌ مِنْ كُلِّ الَّذِينَ حَوْلَهُمُ، الَّذِينَ يُبْغِضُونَهُمْ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا السَّيِّدُ الرَّبُّ.
وقد كان الكلام موجّه لليهود وهم علي علم بهذا المصطلح وكان مرتبط في أذهانهم بالناس وإضطهادهم.
وعلي هذا نري إن شوكة بولس كانت اضطهادات وصعوبات في كل مكان ذهب إلية وقد أتت إليه عن طريق الناس والطبيعة مرات كثيرة ولكن بدافع شيطاني. وقد تضرع بولس إلى الرب أن ترفع هذه الاضطهادات عنه.
وفي الواقع إن شوكة بولس كانت اضطهادات في كل مكان ذهب إلية وقد أتت إليه عن طريق الناس ولكن بدافع شيطاني. فبولس كان يتكلم عن الصعوبات التي واجهته. وملاك الشيطان هذا، أعطاه قدر مضاعفاً من الأضطهادات. والسبب وراء ذلك ان الناس كانت ترى بولس يمشى في نُصره. ولكن تراه أيضاً يُضطهد أكثر. كان يُحارب ضده، كسرت به السفينة، ضرب، رجم، سجن، رفض، تلقي نقداٌ. واستخدم الشيطان هذه المقاومة ضده، ورغم وجود قوة الله حاضرة وظاهره فى حياته فلم يكن ذلك بلا ثمن.
وجعلت الناس تفكر ملياً. فكان الشيطان يستخدم هذه الاشياء ليحول الناس بعيداً عن رسالته. فترى الناس صحة رسالته، لكن تقول في أنفسها أنني غير متأكد ان كنت أريد ان اتألم مثلما تألم بولس!
وهكذا طلب بولس من الله ثلاث مرات ان يرفع عنه هذه الشوكة التي في الجسد. وآعتقد إن بولس لم يكن له كل الإعلان الإلهي الكامل في ذلك الوقت.
ملاك الشيطان الذي كان يهّيج الناس ليضطهدوه. لكن الله قال له تكفيك نعمتي.
وهنا مبداء محوري في منتهي الأهمية:
وآعتقد إن هذا يشير إلي إننا مفديون من المرض ولكننا لسنا مفديين من الاضطهاد.
بعد رسالة بولس الرسول الي كورنثوس بزمن طويل كتب بولس رسالته إلي تيموثاوس يقول فيها ٢ تيموثاوس ٣ : ١٢ وَجَمِيعُ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِـٱلتَّقْوَى فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ.
و أعتقدان بولس الرسول في زمن كتابته لرسالة كورنثوس لم يكن لديه كامل الإعلان بعد.
لا أعتقد إن بولس لم يستطع أن يأخذ من الله. بل كان يحاول بولس التحرر من الإضطهاد. وأخيراً قد قال له الله إننا لسنا مفديين من الإضطهاد لكني سأعطيك النعمة لتتعامل معه.
فأن كان الله يفدينا من الإضطهاد، لما كان بولس الرسول، لأنه كان شاول الذي إضطهد الكنيسة.
وبدلاً من ان يقضي الله علي المضطهِدين يعلمنا إنه اذا أحببناهم وحولنا الخد الآخر ونظل نحب الله رغم التهديدات، تكون هذه شهادة يستخدمها الله.
فلسنا مفديين من الأضطهاد ولكننا مفديّين من المرض
لسنا مفديين من الأضطهاد والرب يسوع نفسه لم يقاوم مضطهديه مستخدماً سلطانه أبداً.بل بالعكس طلب منا أن نباركهم فيُعطوا فرصة وغطاء من الشرير حتي يتوبوا ويرجعوا.
متي ٥ : ٤٤ وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ
لوقا ٩ : ٥٤ – ٥٦ «يَا رَبُّ أَتُرِيدُ أَنْ نَقُولَ أَنْ تَنْزِلَ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فَتُفْنِيَهُمْ كَمَا فَعَلَ إِيلِيَّا أَيْضاً؟» فَالْتَفَتَ وَانْتَهَرَهُمَا وَقَالَ: «لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مِنْ أَيِّ رُوحٍ أَنْتُمَا! لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ بَلْ لِيُخَلِّصَ».
متي ٢٦ : ٥٣ أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشاً مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟
ولكن لما حاول الشيطان أن يهلكهم مستخدماً الطبيعة، أستخدم يسوع سلطانه الروحي و انتهر الرياح!
متي ٤ : ٣٩ فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ وَقَالَ لِلْبَحْرِ: «اسْكُتْ. ابْكَمْ». فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيم
وكَّل لنا الرب أيضاً هذا السلطان
لوقا ١٠ : ١٩ هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَاناً لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُّوِ وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ
من التواضع ان تقول لا أفهم أو ان تسأل كيف هذا وحال الكنيسة كما تراه من حولك. ولكن لا تحد الرب وترفض الإيمان ببساطة كلامه، بل أخضع لكلامته وهو يعلمك ويقويك ويصنع منك صياد للناس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غلاطية ٤
والبعض يستخدم غلاطية ٤ ليثبت أن بولس كان لديه مرض فى عينه. عندما قال انه أتى بضعف الجسد حينما بشرهم فى الأول.
فنقراء في غلاطية ٤ : ١٣
وَلَكِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي بِضَعْفِ ٱلْجَسَدِ بَشَّرْتـُكُمْ فِي ٱلْأَوَّلِ. وَتَجْرِبَتِي ٱلَّتِي فِي جَسَدِي لَمْ تَزْدَرُوا بِهَا وَلاَ كَرِهْتُمُوهَا، بَلْ كَمَلاَكٍ مِنَ ٱللّٰهِ قَبِلْتُمُونِي، كَـٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ. فَمَاذَا كَانَ إِذاً تَطْوِيبُكُمْ؟ لأَنِّي أَشْهَدُ لَكُمْ أَنـَّهُ لَوْ أَمْكَنَ لَقَلَعْتُمْ عُيُونَكُمْ وَأَعْطَيْتُمُونِي.
وهنا تري الناس إن بولس هنا كان بالفعل عنده مشكلة جسدية في عينه وهكذا يستخلصون إن هذا مرض أستمر كل فترة حياته.
أولاً: يجب ملاحظة آنه يقول في البداية. ومعني ذلك أنه شيء مؤقت لم يستمر.
والحقيقة إنه إذا أمكنك تقبل هذه الآية الواحدة لتبني عليها عقيدة، فيمكنك أن تجعل الكتاب المقدس يقول أي شيء! فهذه قاعدة واهنة للتفسير.
بل التفسير الآتي أفضل بكثير وله مصدره في الكتاب المقدس.
وهنا كان بولس يعظ في لستره في دربة، وقد ظن الناس أنه وبرنابا إلاهين ولكن بولس أراد أن يثنيهم عن عبادته الناس لهم وتقديم ذبيحة. ولكن الناس غضبت منهم وآتي يهود من أنطاكية وأيقونية وحرضوا الجموع.
أذا رجعنا إلى أعمال ١٤ : ١٩–٢٠ ثُمَّ أَتَى يَهُودٌ مِنْ أَنـْطَاكِيَةَ وَإِيقُونِيَةَ وَأَقْنَعُوا ٱلْجُمُوعَ، فَرَجَمُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ ٱلْمَدِينَةِ، ظَانِّينَ أَنـَّهُ قَدْ مَاتَ. وَلَكِنْ إِذْ أَحَاطَ بِهِ ٱلتَّلاَمِيذُ قَامَ وَدَخَلَ ٱلْمَدِينَةَ، وَفِي ٱلْغَدِ خَرَجَ مَعَ بَرْنَابَا إِلَى دَرْبَةَ.
وقد أشار الي هذه الواقعة في ٢كورنثوس ١١ وأري أنه قد مات وإن لم يكن مات فقد كان قريب جداً من الموت حتي ظنوا إنه مات. وصلاة التلاميذ أقامته من الأموات والرب شفاه.
فنرى من خارطة رحلات الرسول بولس، أن دربة في غلاطية. ونرى في النص إن أهل لسترة قد رجموا بولس، ومن الواضح أنهم أذوه أذية بالغة حتى ظنوا انه قد مات. وتقول آية ٢٠ انه في الغد من هذه الحادثة خرج إلى دربة التي في غلاطية. ووجب ملاحظة إن التلاميذ أحاطوا ببولس الذي بدا انه مات ولم يقولوا أنهم حملوه بل الكتاب يقول “ودخل المدينة بنفسه ويتابع انه في الغد خرج مع برنابا إلى دربة” التي تبعد حوالي ٦٠ كم من لسترة. وان قلنا انه كان عنده جرحاٌ أو مشكلة جسدية في عينه مثلاً، ألا يكون من الأرجح سببها رجم بولس قبل دخوله دربة بيوم واحد؟! اتفاقاً مع النص فى غلاطية الذي يقول “فى الأول” ووجب ملاحظة لفظ “فى الأول” أى إنه شيء عبر ولم يستمر.
أليس من المقبول آكثر أن نقول أن كان لبولس مشكلة في جسده أو عينه أنها بسبب رجمه حتي الموت اليوم السابق؟! حتي أنه يقول في البداية.
ولكي نقول أنها كانت مشكلة في عينه لأنه قال “لو أمكن لقلعتم عيونكم وأعطيتمونى“. مبالغة سخيفة. فحتى بالعامية نقول: “أعطك عيني” ولا أعتقد انك تقصد هذا حرفياً.
هؤلاء الذين يعلّمون ان بولس كان مريضاً يتعلقون بقشة ليعلّموا عقيدةٌ يريدون أن يؤمنوا بها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غلاطية ٦
وهؤلاء الناس مرة اخرى يذهبون الى غلاطية ٦ : ١١ :”اُنـْظُرُوا، مَا أَكْبَرَ ٱلْأَحْرُفَ ٱلَّتِي كَتَبْتُهَا إِلَيْكُمْ بِيَدِي!” ومن هنا يقولون إن بولس كان أعمى تقريباً فكان يكتب الكلمات بخط كبير. وان افترضنا هذا، لكانت رسالة غلاطية كبيرة جداً حتي إن لا أحد قد يستطيع حملها!
وإذا رجعت إلي كلمة التحية هنا في الاصل اليوناني فهي الكلمة التي تستخدم من أجل الكمية وليست المستخدمة من آجل الحجم. أي بقول آخر “ما أطول الرسالة التي كتبتها لكم” فأن أخذنا رسالة غلاطية وكتبت بخط اليد، لأصبحت رسالة تحتوى على الأقل ١٥ صفحة. وبالتأكيد رسالة من ١٥ ورقة بلاشك تعتبر رسالة طويلة.
مرة اخرى يصفّون الماء من البعوضة ويبلعون الجمل! هؤلاء الذين يستخدمون هذه الآيات ليقولوا ان بولس كان عنده مرض في عينه يكسرون كل قاعدة محترمه لتفسير الكتاب المقدس.
فأن كان لبولس أي مرض أو مشكله في عينه فهي بسبب انه ضرب حتي الموت اليوم السابق وترك كميت. وكانت هذه المشكلة مؤقته. ولا أعتقد أن هذا حتى مرتبط بما كان يتكلم عنه في كورنثوس عن شوكة الجسد.
وأعتقد مرة اخرى ان السبب وراء إستخدام الناس لمثل هذا المنطق هو التنصل من المسئولية. فلا داعي ان نعيش بطريقة روحية سليمة ونكتشف مسئولياتنا.
نصلي للمريض فإن لم يشفي نقول لا بد وانها مثل شوكة الله فى جسد بولس، لا بد ان الله يريدك أن تتحملها. مع ان الحقيقة ان الله يريد المريض ان يشفى، فيريد شخصاً يعمل بالإيمان ويأخذ هذا الشفاء بسلطان ويأتي بالشفاء بقوة. وهذا يضع علينا المسئولية.
وقد أصبحنا مبدعين في التنصل من المسئولية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١تيموثوس ٥
وهذا جزء آخر من الكتاب يستخدمه الناس لكي يقاوموا فكرة إن الله يريد أن يشفي دائماً.
١ تيموثاوس ٥ : ٢٣ وبولس يتكلم مع تيموثاوس إبنه في الإيمان، فيقول له: “لاَ تَكُنْ فِي مَا بَعْدُ شَرَّابَ مَاءٍ، بَلِ ٱسْتَعْمِلْ خَمْراً قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ ٱلْكَثِيرَةِ.”
وقد سمعت من الناس ان تيموثاوس كان لديه مرض مزمن ولم يشفى منه أبداً. فأذا كان تيموثاوس ذراع بولس اليمني لم يُشفيَ فلعلها ليست أرادة الله ان يشفينا نحن ايضاً!
مرة أخرى هذه آية واحدة ولا يوجد في الكتاب المقدس آية أخرى تتكلم عن تيموثاوس ومسألة تعاطيه لبعض الخمر لمعدته. ولا يوجد أي شىء لمقارنته به. وعلى هذا أي شيء تقوله في هذا الأمر هو مجرد افتراض.
فمجرد افتراض أنه كان له مرض مزمن وأنه لم يشفى منه ومن هذا نعتبره دليل على ان الله لا يريد لنا الشفاء!
ويعتبر تفسيراً غير دقيق ولا أمين للكتاب المقدس. وفي الواقع ان اردت ان تفترض. فهناك افتراض يبدو أكثر دقة ومنطقية، يستطيع أن يفهمه ويتواصل معه الناس.
واضح إن بولس يوضح إن مشكلة تيموثاوس كانت مشكلة في معدته وكانت مرتبطة بالماء. فماذا يحدث عندما تذهب إلي مكان قروي وتشرب الماء؟ معدتك تضطرب لأن الماء ليس جيد. ونسمع مرات كثيرة إن شخصاً كان يعيش بالخارج وعندما ذهب لمكان معين، إضطربت أمعائه.
وجميعنا يمكنه أن يتواصل مع هذا المفهوم. إن الماء ببساطة غير نظيف ومن الأفضل أحياناً أن نشرب شيئاً غيره.
فبولس يقول لتيموثاوس لا تشرب الماء لأن هذا يتعب معدتك بل أشرب خمر قليل. وهذا ليس أقراراً بتناول العقاقير. كان يمكنه أن يقول لا تشرب الماء وأشرب مياه غازية أو كوكاكولا مثلاً!
كمثل أن أذهب مع شخص في خدمة في مكان نائي وأقول له لا تشرب الماء بل أي شيئ مغلق.
هذا لا يقول إن تيموثاوس كان عنده مشكلة مزمنة لم يتعالج منها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تـُرُوفِيمُسُ
وهذا مقطع آخر في ٢ تيموثاوس ٤ : ٢٠ أَرَاسْتُسُ بَقِيَ فِي كُورِنـْثُوسَ. وَأَمَّا تـُرُوفِيمُسُ فَتَرَكْتُهُ فِي مِيلِيتُسَ مَرِيضاً. وسمعت الناس قبلاً تقول تري تـُرُوفِيمُسُ حتي أحد رفقاء بولس كان مريضاً ولم يشفيَ وعلي هذا ليست أرادة الله أن يشفي كل أحد.
لا أجادل فأقول إن كل الناس تشفي! ولكن ليس لأن الله لا يريدهم أن يشفوا. فمن الواضح إن ليس كل الناس تخلُّص، مع إن الله يريد أن يخلص الجميع.
كون شخصاً مريضاً لا يعني هذا ان الله يريده مريضاً. والنقطة هنا؛ هو أنه كان يسافر مع الرسول بولس. لا يمكنك أن تشفي أحداً طبقاً لإيمان شخص آخر دون تعاون منك وقدراً من الإيمان الشخصي. لابد أن تؤمن. والكتاب لا يقول لنا لماذا لم يأخذه معه وتركه في ميليتس. وعلي الأرجح كان تـُرُوفِيمُسُ يؤمن لكن آخذ بعض الوقت حتي يشفى ولم يريد بولس أن ينتظر. وواضح جداً عندما تستكمل القرأة في سفر الأعمال إن تـُرُوفِيمُسُ لحق ببولس في أورشليم عندما ألقي بولس في السجن. (أعمال ٢١ : ٢٩) وهكذا لم يبقي تـُرُوفِيمُس مريضاً، ولم يبقي في ميليتس. ولعل ببساطة شفائه أخذ بعض الوقت.
مرة أخري هذه ليست دلائل كافية علي إن الشفاء ليس ليومنا الحاضر، أو أنها ليست أرادة الله أن يشفي كل الناس.
تـُرُوفِيمُس أصبح بخير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خلاصة
وبالنظر بأمانة لآيات الكتاب المقدس، أرفض المنطق الذي يستخدمه الناس ليقولوا أن الله يضع المرض علي الناس أو لا يريد لهم الشفاء.
بالتأكيد لا يزال للبعض أسألة أخرى كثيرة عن آيات مثل “كل الأشياء تعمل معاً للخير..” وهناك تعليم آخر أسمه: “سلطان الله”(سينشر قريباً) سيتعامل مع باقي المفاهيم.
فيقول الناس، ألا يتحكم الله في كل شيء؟ وإنه لا يمكن لشخص أن يمرض او يموت دون أن يسمح الله! ولكن ليس هذا ما تعلمه كلمة الله.
مرةأخري،لميسمحاللهأنتذهبالناسللجحيم. وفي عبارة أخري يمكنك أن تقول أنه يسمح لكنها ليست أرادته. فيضع لنا المتاريس والعراقيل لكنه يعطينا الأختيار. فالله لا يحركنا كدمي. وإن أردت فهم أكثر لهذة النقطة. يمكنك الرجوع لتعليم “سلطان الله” (سينشر قريباً) وسيدخل في تفاصيل أكثر بكثير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذاً كيف يقوّمك؟!
وآخرين يقولون أن لم يضربك الرب بالمرض ويقومك فكيف تتعلم؟
لكن الكتاب المقدس يقول في ٢ تيموثاوس ٣ : ١٦–١٧ :”كُلُّ ٱلْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ ٱللّهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَٱلتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَٱلتَّأْدِيبِ ٱلَّذِي فِي ٱلْبِرِّ،لِكَيْ يَكُونَ إِنـْسَانُ ٱللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ.”
فكلمة الله هي الوسيلة التي يستخدمها الله للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب.
إن طريقة الله للتقويم ليست عن طريق المرض والألم والمصائب. لا بل إن الله يقومونا بكلمته.
والبعض يقول ولكن ليس الجميع يطاوعوا الكلمة! فالبعض يتفاعلوا عندما تأتي المصائب. لعل هذا يحدث لكنها ليست طريقة الله. فطريقة اللة أن يعلمك من خلال كلمته، من خلال روحه القدوس ويعلن لك الحقائق الروحية في كلمته. يمكنك التعلم بطرق مختلفة ولكنها ليست طريقته.
فبالتأكيد أن بعض الناس أصبح عندها شلل كلي وبسبب ذلك تعلموا أن يتجهوا لله وأصبح عندهم فرح وسلام وباركُ الكثير من الناس. ومع إن هذا حسنٌ إلا إنه من الخطاء أن يقولوا إن الله هو الذي أصابهم بالشلل حتي يتعلموا هذا.
لا، فالله حاول تعليمهم هذا من خلال الروح القدس ومن خلال الكتاب المقدس ولم يستجيبوا لذلك. ويمكنك أن تتعلم من الزمن إن عشت بعد التجربة فهذا يعطك خبرة عظيمة ولكنها ليست طريقة الله.
الله يستطيع أن يعمل كل شيء للخير، لكن لا يصح أن نقول كل ما يحدث لنا يأتي من الله. المرض ليس من الله، فالله لا يضع عليك المرض ليعلمك التواضع. الله يريدك بخير هذا هو الحق.
وبولس لم يكن مضروب من الله، بل كان ملاك الشيطان. والله لم يمتنع عن شفائه وأراده أن يتحمل المرض. لا، بل يا بولس قد أعطيتك نعمة لكي تتحمل كل الصعوبات الذي ألقاها الشيطان في طريقك عن طريق الناس. لأنه أحب هؤلاء الناس ولم يريد ببساطة أن يقتلهم ويمحيهم من أمام بولس وينهي كل مشاكله، فقد كان هناك العديد من شاول بالخارج ويحتاجوا للتحول أيضاً وأن يكونوا متكلمين بالنيابة عن الله. فالله أحبهم.
هذه هي كانت شوكة بولس في الجسد، آضطهدات وصعوبات قد ألقت عليه من الشيطان.
تم بنعمة الرب.. رغماً عن مكائد أبليس الخاسر!
نكمل سلسلة التأملات في الشفاء الإلهي
جوابنا في الجزء الأول علي سؤال محوري هام وهو هل إرادة الله ان يشفيني؟
وفي الجزء الثاني والثالث تناولنا بعض الأمثلة من خدمة الرب يسوع علي الأرض وكيف كان يعمل وكيف استلم الناس الشفاء منه.
وفي هذا الجزء سنتكلم عن بعض معوقات الحصول على الشفاء وماذا تفعل عندما تبدوا ان صلاتك لا تستجاب.
كما سنري علاقة الشفاء بفداء الرب يسوع وماهي قانونية حصولنا على هذا الشفاء.
وأخيراً سنأخذ فرصة ان نصلي معاً حتى تحصل على الشفاء الذي ترجوه.
ومرات تتطلب الشفاء، ولكن لايبدو أن هناك تغيير، فما زلت تشعر بالألم، ومازالت حالتك كما هي بل مرات يبدو وكأن الرب لا يُبالي ولا يسمع، ولكن يجب أن تدرك شيء مهماً، يقول الكتاب إن الرب روح، وكل نعم وعطايا الرب، يعطيها أولاً في الروح، ولكن إيمانك ومثابرتك، هو الذي يأتي بهذه النعم إلي العالم المادي.
وهنا أريد أن أشاركك قصه في سفر دانيال، يذكر دانيال أنه صلي إلي الرب مرتين.
المرة الأولي يذكرها في الأصحاح التاسع، وكان يصلي ويتضرع إلي الرب حتى يفهم، هل كملت سنين خراب أورشليم وعقاب إسرائيل بالسبي في بابل؟ ويسرد دانيال صلاته وفي ٩ : ٢١–٢٣ يقول“وَأَنَا مُتَكَلِّمٌ بَعْدُ بِالصَّلاَةِ إِذَا بِالرَّجُلِ جِبْرَائِيلَ الَّذِي رَأَيْتُهُ فِي الرُّؤْيَا فِي الاِبْتِدَاءِ مُطَاراً وَاغِفاً لَمَسَنِي عِنْدَ وَقْتِ تَقْدِمَةِ الْمَسَاءِ. وَفَهَّمَنِي وَتَكَلَّمَ مَعِي وَقَالَ: يَا دَانِيآلُ إِنِّي خَرَجْتُ الآنَ لِأُعَلِّمَكَ الْفَهْمَ“. وفي آية ٢٣ يقول “فِي ابْتِدَاءِ تَضَرُّعَاتِكَ خَرَجَ الأَمْرُ وَأَنَا جِئْتُ لِأُخْبِرَكَ لأَنَّكَ أَنْتَ مَحْبُوبٌ. فَتَأَمَّلِ الْكَلاَمَ وَافْهَمِ الرُّؤْيَا“.
وهنا نري أن بعض الوقت قد مضي، حتى آتي جبرائيل الملاك إلي دانيال، ففي آية ٢٣ يقول “فِي ابْتِدَاءِ تَضَرُّعَاتِكَ خَرَجَ الأَمْرُ وَأَنَا جِئْتُ لِأُخْبِرَكَ“.
أي أن الأمر من الرب لم يتأخر، بل في ابتداء تضرعات دانيال، أمر الرب بالاستجابة، إلا أن بعض الوقت قد مضي حتى وصل جبرائيل إلي دانيال، ولكن يبدوا أن الوقت كان قصيراً.
المرة الثانية التي صلي فيها دانيال، ذكرها في الإصحاح العاشر فيقول في
آية ٢ “فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أَنَا دَانِيآلَ كُنْتُ نَائِحاً ثَلاَثَةَ أَسَابِيعِ أَيَّامٍ”
ويكمل دانيال ويسرد الرؤية التي رآها، ويقول إن ملاك قال له في آية
١٢ “فَقَالَ لِي: لاَ تَخَفْ يَا دَانِيآلُ لأَنَّهُ مِنَ الْيَوْمِ الأَوَّلِ الَّذِي فِيهِ جَعَلْتَ قَلْبَكَ لِلْفَهْمِ وَلِإِذْلاَلِ نَفْسِكَ قُدَّامَ إِلَهِكَ سُمِعَ كَلاَمُكَ وَأَنَا أَتَيْتُ لأَجْلِ كَلاَمِكَ. وَرَئِيسُ مَمْلَكَةِ فَارِسَ وَقَفَ مُقَابِلِي وَاحِداً وَعِشْرِينَ يَوْماً وَهُوَذَا مِيخَائِيلُ وَاحِدٌ مِنَ الرُّؤَسَاءِ الأَوَّلِينَ جَاءَ لِإِعَانَتِي وَأَنَا أُبْقِيتُ هُنَاكَ عِنْدَ مُلُوكِ فَارِسَ. وَجِئْتُ لِأُفْهِمَكَ“.
ويكمل الملاك الرؤية.
وأود أن تلاحظ أن في كل مرة صلي فيها دانيال، استجابة الرب له كانت في الحال، ولكن الرد إلى دانيال في المرة الأولي أخذ وقت قصير، ولكن في المرة الثانية أخذ ثلاث أسابيع.
وهنا النقطة التي أود أن تفهمها، نحن نعتقد أن أي شيء يريد أن يصنعه الله، يتم في نفس اللحظة وبدون معوقات، إلا أننا لا نعلم ما يحدث في عالم الروح، وعلى هذا الاعتقاد السائد عندما تتأخر استجابة صلواتنا، نظن إن الله لا يستجيب أو يتمهل علينا، ومرات أسوأ من ذلك نقول: الله لا يريد أن يشفيني أو يستجيب لي، لكن الرب يريدك أن تثق في وعوده الكثيرة، وأن تقتني الحكمة والفهم والإيمان في الأوقات الصعبة التي تبدوا فيها صلاتك لا تستجاب.
في هذه الأوقات أشكر الله، على أنه آمر بشفائك، وتهلل منتظر تحقيق هذا الشفاء.
وأذكرك بعدد ٢٣ : ١٩ فيقول الكتاب “ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟“.
وأود الآن أن أحدثك عن ما صنعه الرب يسوع علي الصليب.
في إشعياء ٥٣ : ٤ يقول الكتاب “لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا“.
ورأينا كيف أستخدم متي الإنجيلي هذه النبوة في ٨ : ١٧ عندما قال “لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ: هُوَ أَخَذَ أَسْقَامَنَا وَحَمَلَ أَمْرَاضَنَا“.
والآن يمكننا قرأت أشعياء ٥٣ : ٤-٥ هكذا، لكن أسقامنا حملها وأمراضنا تحملها “وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً مَضْرُوباً مِنَ اللَّهِ وَمَذْلُولاً. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا”.
يقول “تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ”. فإن كنت تُعذبا بأفكارك، أو أي شيء يسلبك سلامك، هذه الآية هي وعد شفائك.
ويقول “وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا”، وكلمة “بحبره” أيضاً أهتم الروح القدس أن يشرحها لنا.
في ١ بطرس ٢ : ٢٤ يقول “الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ“.
فكلمة “حبره” تعني “جلدته”، وهنا يتنبأ أشعياء عن آلام الرب يسوع وموته علي الصليب.
والجميع يؤمن، أن الرب يسوع أخذ خطايانا علي الصليب، فليس عندنا مشكلة في هذا الأمر.
في الكتاب يقول “وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا”. ولكن يقول في نفس الوقت وفي نفس المناسبة، أنه لم يدفع فقط ثمن مغفرة الخطايا، بل يقول أيضا أنه دفع ثمن شفاءنا، فيقول: وبجلدته شفينا.
عندما سقطت ضربات هذا الكرباج على ظهر الرب يسوع، وشقت لحمه، دفع ثمن شفائك، فمهما كان مرضك ومهما كان عذابك، دُفع الثمن في ذلك الوقت، عندما سفك الرب يسوع دمه.
تري كانت مقايضه إلهية، فقد أخذ آثامنا وأعطانا بره ، يقول الكتاب وأخذ أمراضنا وأعطانا شفاءًا أيضاً، وفي الحقيقة ما تحمله كان كل لعنة الناموس. فالعنة التي كانت معلقة علي رؤوسنا قد وضعت عليه.
في رسالة كورنثوس الثانية ٥ : ٢١ يقول الكتاب “لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ“.
في غلاطية ٣ : ١٣ يقول بولس “اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ“.
فقد أفتدانا ودفع ثمن خطايانا وكفر عنها، وبالمثل أخذ أمراضنا ودفع ثمن شفاءنا.
تَري الكل يؤمن بمغفرة خطايانا، ولكن عندما يأتي الأمر لشفاء أجسادنا ونفسياتنا نجد صعوبة في تصديق هذا، لكن لأبد أن نؤمن بما يقوله الكتاب.
ويقول أيضا في نفس الأصحاح في أشعياء ٥٣ : ١٠ “أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحُزْنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ”.
وتبدو هذه الآية قاسيةً، إلي أن الآب علم بأنه لأبد من ذبيحة، وإن أبنه هو الوحيد الذي يمكن أن يؤدي هذه المهمة.
وقد سُر بأن يري نتيجة هذه الذبيحة، بأن يصالحنا معه، ويفدينا من سلطان الخطية وسلطان الموت، ويخلصنا من إستعباد إبليس، ويرد لنا السلطان الذي منحه لنا في جنة عدن.
وإن كان هذا الكلام يبدوا قاسيً، إلا أن الآب قد علم أنه لابد من ذبيحة، وقال إن إبني الوحيد القادر علي تقديم هذه الذبيحة، وهكذا مات يسوع بالنيابة عندنا.
وأُود إن اشاركك قصة في سفر العدد ٢١ : ٥ يسرد الكتاب قصة عن شعب إسرائيل وهم يرتحلون في البرية، وقد تذمروا علي الله وعلي موسي “قَائِلِينَ: لِمَاذَا أَصْعَدْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ لِنَمُوتَ فِي البَرِّيَّةِ! لأَنَّهُ لا خُبْزَ وَلا مَاءَ وَقَدْ كَرِهَتْ أَنْفُسُنَا الطَّعَامَ السَّخِيفَ”.
و بسبب عصيانهم وتذمرهم في آية ٦ يقول الكتاب “فَأَرْسَل الرَّبُّ عَلى الشَّعْبِ الحَيَّاتِ المُحْرِقَةَ فَلدَغَتِ الشَّعْبَ فَمَاتَ قَوْمٌ كَثِيرُونَ مِنْ إِسْرَائِيل. فَأَتَى الشَّعْبُ إِلى مُوسَى وَقَالُوا: قَدْ أَخْطَأْنَا إِذْ تَكَلمْنَا عَلى الرَّبِّ وَعَليْكَ فَصَلِّ إِلى الرَّبِّ لِيَرْفَعَ عَنَّا الحَيَّاتِ. فَصَلى مُوسَى لأَجْلِ الشَّعْبِ. فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: اصْنَعْ لكَ حَيَّةً مُحْرِقَةً وَضَعْهَا عَلى رَايَةٍ فَكُلُّ مَنْ لُدِغَ وَنَظَرَ إِليْهَا يَحْيَا”.
وهنا كلمة مفتاحية، كلمة ” نَظَرَ إِليْهَا “.
“فَصَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِنْ نُحَاسٍ وَوَضَعَهَا عَلى الرَّايَةِ فَكَانَ مَتَى لدَغَتْ حَيَّةٌ إِنْسَاناً وَنَظَرَ إِلى حَيَّةِ النُّحَاسِ يَحْيَا”.
تلك الحية النحاسية كانت رمز وشبه للرب يسوع علي الصليب، عندما تحمل اللعنة، ذاك الذي لم يعرف الخطية، قد جُعل خطية من أجلنا
وتحمل لعنة الخطية بدل منا، ويقول عندما كان ينظر إليها، (ذاك الذي لدغته الحية) كان يحيا، هذا ما يريده الآب مننا، أن نري الرب يسوع علي الصليب، وقد أخذ اللعنة بدل منا، إن أمكنك أن تري هذا، إن أمكنك أن تري لعنتك قد وضعت عليه تحصل علي شفائك.
أغمض عينيك الآن، وتخيل الرب يسوع وجسده المُمزق علي الصليب، بالطبع نحب الرب يسوع، ولا نريد أن نري من نحب يعامل هذه المعاملة، لكنه قبل هذه المعاملة من أجلنا بسرور، لأنه رأي نتيجة تضحيته في تحرِرنا وشفائنا، وهو الآن لا يتألم، فقد مجده الله الآب وأقامه.
والآن يجب أن نفهم ونقبل ونتفق مع الآب، عندما يقول أنه سُر بأن يسحقه بالحزن، بسبب ما أتمه الرب يسوع من أجلنا لأجل أولادنا وأحباءنا والعالم كله، ونحتاج أن ننظر ونري تلك الحية علي الراية، نحتاج أن نري الرب يسوع وقد أخذ اللعنة بدل عنا.
والآن أغمض عينيك، وأنظر الرب يسوع علي الصليب، لاحظ آثار التعذيب علي جسده المُمزق، أنظر إلي دماءه المسفوكة، والتي تلطخ كل جسده، أنظر إلي ظهره الممزق، وأنظر إلي آثار الحربة في جنبه، لقد فعل هذا لأجلك، قد أخذ مرضك في جسده، وهكذا وأنت مُغمض العينين أريدك أن تري نفسك تمشي ناحيته، تخلع المرض من علي عنقك وتضعه علي الرب يسوع.
وتقول: أيها الرب يسوع لا أريد هذا بعد، أنا مسرور أنك دفعت الثمن عني. وأرحل، وقد تركت المرض، ليس في جسدك بعد، بل قد علق عليه، قد ألصق به، أنظر نفسك تمشي بعيداً وقد تحررت من هذا المرض.
والآن قد تحررت بالكامل وأصبحت صحيحاً، ألا تري الأن نفسك ترقص وتقفز من الفرح وتمجد الله؟.
هل تعلن وتصرخ ممجداً الرب؟
كيف ستكون حالتك؟
قال الرب يسوع في مرقس ١١ : ٢٤ “كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ فَيَكُونَ لَكُمْ”.
فعندما تصلي آمن بأنك ستنال ما طلبته، وستري هذا الشيء يتحقق في حياتك، تخيل نفسك وقد أخذت ما تريد، فلا داعي أن تحتفظ بالمرض، فقد أخذه يسوع بدل منك، قد حررك منه.
مجداً للرب فقد تحررت من مرضك، لأنك رأيت يسوع مصلوب، لأنك رأيت الحية النحاسية، فإنك تحيا.
والآن أريد أن أصلي أن تحل عليك روح الله الشافية، هذا هو عمل الروح القدس، أن يأخذ كل ما أشتراه ودفع ثمنه الرب يسوع، ويعطيه لنا.
وأرجو ان لا تمنعك أي شكوك اومخاوف من الحصول علي شفائك، وتذكر كيف ألح علينا الرب ان نقتلع جزور الشك وأن نغرس بذور الإيمان بالإنغماس في كلمته ووعودة و أن لا نعطي مجالاً لشكوك العالم. فاستلامك للشفاء متعلق بذلك.
وحينما أصلي أؤمن بقوة الله ستحل عليك، وستلمس قوة الله في جسدك، بشكل مادي، وأنك ستشعر بهذه القوة الشافية، وستبدأ تتحرك بإيمان في الحرية التي حصلت عليها.
في أسم الرب يسوع الناصري، أتكلم إلي روح المرض، أتكلم إلي روح الموت، أكسر قوتك يا روح الآم، يا روح الحمي أكسر قوتك، الآن في أسم الرب يسوع، وأأمرك أن تتركي شعب الله، أأمرك أن تطلقي يدك وتُحرري شعب الله في أسم الرب يسوع، يا سيد الآن أخذ قوتك الشافية وأطلقها علي هذه الأجساد المريضة، أطلقها لهؤلاء الواقفين في الإيمان أمامك، حتي تطلق قوة الشافية الآن من قمة رؤوسهم إلي أخمص أقدامهم، وتأتي بالشفاء والدواء، تعطيهم قوة، فتدع قوة شفائك تحررهم الآن في أسم الرب يسوع.
أشكرك يا رب يسوع.
والآن أبد في الشكر، أشكر الرب علي شفائك، أشكره من أجل الثمن الذي دفعه من أجل هذا، فقد دفع ثمن غالي، وهذا الثمن دفُع من أجلك.
الآن انا أؤمن قوة قد حلت عليك وأعطتك شفاء وقوتك، أبدأ الآن بالتحرك بإيمان.
إن لم تكن تستطيع أن تحرك يداً أو قدماً حركها في أسم الرب يسوع، حرك هذه اليد، حرك هذه القدم بالإيمان، أصنع شيء لم تستطع أن تصنعه قبلاً، تحرك بإيمان، وأعطي شكراً طول الوقت لأجل شفائك، أعطي شكراً لهذا الثمن المدفوع، قل له: لا داعي بأن أتحمل ما تحملته، قد وضع عليك هذا المرض فلا داعي أن أحتفظ به.
اشكرك يا رب لأنك تشفي المرضي.
اشكرك يا رب يسوع.
انتهي الجزء الرابع
رأينا في الجزء الأول كيف ان الله يريد ان يشفيك وان يعطيك حياة مديدة وكيف ان الرب لايصنع المرض ولا المصائب في حياة المؤمنين ليلقنهم درساً.
وفي هذا الجزء سنري مفاهيم كثيرة من الكتاب المقدس تؤكد ان ارادة الله ان يشفيك.
كما سنتناول بعض الأمثلة من خدمة الرب يسوع علي الأرض لنفهم كيف كان يعمل وكيف استلم الناس الشفاء منه.
وفي هذا الجزء سنري أمثلة اخري هامة من معجزات الشفاء للرب يسوع.
في متى ١٢ : ١٥ يقول الكتاب “فعَلِمَ يَسُوعُ وَانْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ. وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فَشَفَاهُمْ جَمِيعاً“.
لم يعسُر علي الرب شيء، لم يكن هناك مرض صعب عليه أن يتعامل معه، فلم يرُد أحداً.
كل سؤاله كان: هل تؤمن أن أستطيع أن أشفيك؟
في متي ١٤ : ١٣-١٤ يقول الكتاب “فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ انْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ فِي سَفِينَةٍ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ مُنْفَرِداً. فَسَمِعَ الْجُمُوعُ وَتَبِعُوهُ مُشَاةً مِنَ الْمُدُنِ. فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ أَبْصَرَ جَمْعاً كَثِيراً فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ وَشَفَى مَرْضَاهُمْ“.
وفي نفس الإصحاح ١٤ : ٣٤-٣٦ يقول الكتاب “فَلَمَّا عَبَرُوا جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ فَعَرَفَهُ رِجَالُ ذَلِكَ الْمَكَانِ. فَأَرْسَلُوا إِلَى جَمِيعِ تِلْكَ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ وَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ الْمَرْضَى وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسُوا هُدْبَ ثَوْبِهِ فَقَطْ. فَجَمِيعُ الَّذِينَ لَمَسُوهُ نَالُوا الشِّفَاءَ“.
تَري، قد خرج خبر السيدة نازفة الدم، وآمنت الناس بالخبر، وعندما مد أيديهم ليمسوه، أخذو الشفاء وصاروا أصحاء تماماً.
أتسأل، إن كنت تؤمن أن تمد يدك اليوم وتلمس الرب يسوع؟.
إن كنت تَري نفسك، تمد يدك اليوم وتلمس هدب ثيابه، وتدع هذه القوة تسري في جسدك، وتلمس مرضك وتشفيه.
مازالت تحدث هذه المعجزة كل يوم، كل ما يطلبه أن تؤمن، وتتحرك في اتجاه إيمانك.
في متي ١٥ : ٢٩-٣١ “ثُمَّ انْتَقَلَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى جَانِبِ بَحْرِ الْجَلِيلِ وَصَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ وَجَلَسَ هُنَاكَ فَجَاءَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ مَعَهُمْ عُرْجٌ وَعُمْيٌ وَخُرْسٌ وَشُلٌّ وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ وَطَرَحُوهُمْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ. فَشَفَاهُمْ حَتَّى تَعَجَّبَ الْجُمُوعُ إِذْ رَأَوُا الْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ وَالشُّلَّ يَصِحُّونَ وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ وَالْعُمْيَ يُبْصِرُونَ. وَمَجَّدُوا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ“.
تَري عندما يطلق الله قوة الشفاء، تعطي الناس المجد لله، عندما يشفي جسدك يمجد شفائك الله.
البعض يعتقدون أنهم قد يمجدون الله في مرضهم، ولكن المرض لا يمجد الله.
بل شفائك هو الذي يمجد الله.
في مرقس ٥ : ٢١-٢٣ يقول الكتاب “وَلَمَّا اجْتَازَ يَسُوعُ فِي السَّفِينَةِ أَيْضاً إِلَى الْعَبْرِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمْعٌ كَثِيرٌ وَكَانَ عِنْدَ الْبَحْرِ. وَإِذَا وَاحِدٌ مِنْ رُؤَسَاءِ الْمَجْمَعِ اسْمُهُ يَايِرُسُ جَاءَ. وَلَمَّا رَآهُ خَرَّ عِنْدَ قَدَمَيْهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ كَثِيراً قَائِلاً: ابْنَتِي الصَّغِيرَةُ عَلَى آخِرِ نَسَمَةٍ. لَيْتَكَ تَأْتِي وَتَضَعُ يَدَكَ عَلَيْهَا لِتُشْفَى فَتَحْيَا“.
تَري هذا، إيمان يايرس يتكلم، هذا عرف إن يسوع عنده القوة ليشفيها.
ويقول الكتاب “فَمَضَى مَعَهُ وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ وَكَانُوا يَزْحَمُونَهُ”.
تري إن آمنت، وأظهرت هذا الإيمان، سيأتي معك يسوع، سيمشي بجانبك ويساعدك.
وفي مرقس ٥ : ٢٥-٢٦ يقول الكتاب “وَامْرَأَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَقَدْ تَأَلَّمَتْ كَثِيراً مِنْ أَطِبَّاءَ كَثِيرِينَ وَأَنْفَقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا وَلَمْ تَنْتَفِعْ شَيْئاً بَلْ صَارَتْ إِلَى حَالٍ أَرْدَأَ“.
تَري الأطباء وإمكانيتهم وسمعتهم، سيئة منذ زمان طويل، ولا يمكن الاعتماد عليهم.
وفي الآية ٢٧ يقول “لَمَّا سَمِعَتْ بِيَسُوعَ جَاءَتْ فِي الْجَمْعِ مِنْ وَرَاءٍ وَمَسَّتْ ثَوْبَهُ“.
تَري الإيمان يأتي بالخبر، فقد آمنت لأنها سمعت، ولما آمنت تكلمت، قالت: إن لمست ثيابه شُفيت، إن لمست ولو هدب ثيابه شُفيت.
هكذا تكلمت، ويبدو أنها كررت الكلام في نفسها مرات كثيرة، لتشجع نفسها.
وأنظر ويكمل الكتاب في آية ٢٩ ويقول “فَلِلْوَقْتِ جَفَّ يَنْبُوعُ دَمِهَا وَعَلِمَتْ فِي جِسْمِهَا أَنَّهَا قَدْ بَرِئَتْ مِنَ الدَّاءِ“.
“فَلِلْوَقْتِ الْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ الْجَمْعِ شَاعِراً فِي نَفْسِهِ بِالْقُوَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ وَقَالَ: مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟ فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: أَنْتَ تَنْظُرُ الْجَمْعَ يَزْحَمُكَ وَتَقُولُ مَنْ لَمَسَنِي؟ وَكَانَ يَنْظُرُ حَوْلَهُ لِيَرَى الَّتِي فَعَلَتْ هَذَا“.
تَري أيضاً، أنها بعد ما رددت في نفسها إيمانها، تحركت لكي تلمس يسوع، مع إن الجمع كان يزحمه.
ويجب أن ندرك، إن ما يطلق عليه الكتاب “نازفة دم” هو تحت الناموس الموسوي، مرض ينجس صاحبه، فهذه الإمرأة كانت تعتبر نجسة،
وكان عندها هذا الداء لمدة اثني عشر سنة، فحسب الناموس، كانت لأبد أن تمشي في الشوارع وتصرخ قاله: نجسة نجسة، حتى لا يقترب إليها أحد فتنجسه عن طريق الخطأ.
وها هي تزاحم الجمع لتمس يسوع، فكان من الممكن أن يرجموها لهذا السبب، تحت الناموس الموسوي، لأنها تلمس الناس وهي نجسة.
في إنجيل لوقا ٨ : ٤٤ يقول في نفس موضوع المرآة نازفة الدم “جَاءَتْ مِنْ وَرَائِهِ وَلَمَسَتْ هُدْبَ ثَوْبِهِ. فَفِي الْحَالِ وَقَفَ نَزْفُ دَمِهَا“.
تري هذه المرأة كانت تزاحم الجمع، ولمست هدب ثيابه، فلأبد أنها كانت تجثو علي الأرض.
الآن يمكننا أن نتصور حالة هذه المرآة، فكانت يائسة، وكانت هذه اللمسة الشافية هي آخر ما عندها.
فهل وصلت إلي مرحلة يائسه، ومستعد أن تزاحم الجمع حتي وإن كلفك الامر حياتك؟
هل أنت يائس بدرجه كافية، حتى إن قال لك الله: أقفز خارج سرير مرضك، أن تؤمن بما يقوله لك، وتخطو في إتجاه إيمانك؟
هل يائسة حتى إن قال لك: قم وامشي، أن تصدقه وتقف وتمشي وتؤمن به، وتتكئ علي قوة وتؤمن أن قوة الشافية تسري الآن في جسدك وتشفيك؟.
هل تؤمن؟
وبعد قصة المرآة نازفة الدم، يكمل الكتاب قصة بنت يايرس في
مرقس ٥ : ٣٥-٤٢ ويقول “وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ جَاءُوا مِنْ دَارِ رَئِيسِ الْمَجْمَعِ قَائِلِينَ: ابْنَتُكَ مَاتَتْ. لِمَاذَا تُتْعِبُ الْمُعَلِّمَ بَعْدُ؟ فَسَمِعَ يَسُوعُ لِوَقْتِهِ الْكَلِمَةَ الَّتِي قِيلَتْ فَقَالَ لِرَئِيسِ الْمَجْمَعِ: لاَ تَخَفْ. آمِنْ فَقَطْ“.
تَري يسوع كان يقول ليايرس: أمامك مفترق طرق أيهما ستصدق؟
هل ستصدق هذا الخبر، أما ستصدقني وتصدق كلامي؟
وقال له لا تخف، وفي مكان آخر يقول يسوع “انْظُرُوا مَا تَسْمَعُونَ!”، بمعني ميزوا ما تسمعون، ومرات كثيرة تأتي الشكوك ويأتي عدم الإيمان من الأقارب والاصدقاء، وفي قصة يايرس جاءوا من بيته، يقولون له: أنقطع الأمل، ماتت أبنتك.
كل ما يخالف كلمة الله ووعوده أكاذيب، فلا تدع هذه الأكاذيب تدخل بستان قلبك، فإبليس يدعي الكذاب وأبو الكذب، وهو يحاول أن يغرس هذه الشكوك في قلبك، ولكن الآب السماوي، يريد بذار الحق هي أن تزرع في قلبك، يريدك أن تخلع زوان الكذب وعدم الإيمان من قلبك.
والرب يسوع كان يقول ليايرس أقتلع وأنزع هذه الأكاذيب لا تخاف، كان يقول له أقتلع الكذب، ولا تدعه يعمل في قلبك، ولا تخاف بل آمن فقط، آمن بما قولته لك.
ويكُمل الكتاب في مرقس ٥ : ٣ ويقول “وَلَمْ يَدَعْ أَحَداً يَتْبَعُهُ إلاَّ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ. فَجَاءَ إِلَى بَيْتِ رَئِيسِ الْمَجْمَعِ وَرَأَى ضَجِيجاً. يَبْكُونَ وَيُوَلْوِلُونَ كَثِيراً. فَدَخَلَ وَقَالَ لَهُمْ: لِمَاذَا تَضِجُّونَ وَتَبْكُونَ؟ لَمْ تَمُتِ الصَّبِيَّةُ لَكِنَّهَا نَائِمَةٌ. فَضَحِكُوا عَلَيْهِ. أَمَّا هُوَ فَأَخْرَجَ الْجَمِيعَ وَأَخَذَ أَبَا الصَّبِيَّةِ وَأُمَّهَا وَالَّذِينَ مَعَهُ وَدَخَلَ حَيْثُ كَانَتِ الصَّبِيَّةُ مُضْطَجِعَةً“
تَري، قد أستهزأوا بالرب يسوع عندما قال: إن الصبية نائمة، ومن وجه نظرنا هذه هي النهاية، عندها ينقطع الأمل، أما عند الرب فكانت المسألة بسيطه فالبنت نائمة.
فهو يري مرضك كشيء بسيط عنده، فلا يهم ما هو مرضك، لا يهم أن كان مجرد آلم بسيط أو حالة سرطان متأخرة، فعند الرب الأمر بسيط، لا يهم إن كنت حتى لفظت أنفاسك الأخيرة، فبالنسبة له فإنك مجرد نائم.
عندما تسري قوة في جسدك، فهذا الجسد سيشفي، الأمر كله متعلق بإيمانك.
تَري يايرس كان كأب مسئول بالنيابة عن بنته، فإيمان يايرس كان هو العامل في شفاء أبنته في هذه الحالة، فليس شيء صعب علي الرب يسوع، مهما كان عندك، مهما كانت ضربتك، وحالتك فليست عصيبة علي الرب يسوع، وتري ماذا فعل الرب يسوع عندما أستهزأوا به، أخرج كل عدم الإيمان خارج المكان، وأدخل معه هؤلاء الذي عرف أنه يمكن الوثوق بهم، الذين يعيشون بالإيمان، فقد أراد إيماناً في هذه الغرفة.
وفي آية ٤١ يكمل الكتاب ويقول “وَأَمْسَكَ بِيَدِ الصَّبِيَّةِ وَقَالَ لَهَا: طَلِيثَا قُومِي. الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا صَبِيَّةُ لَكِ أَقُولُ قُومِي. وَلِلْوَقْتِ قَامَتِ الصَّبِيَّةُ وَمَشَتْ لأَنَّهَا كَانَتِ ابْنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً. فَبُهِتُوا بَهَتاً عَظِيماً“.
وبدلاً من أن تقطع هذه الصبية من الحياة، ولا تمم إرادة الله في حياتها، قد قامت وعاشت لتمم إرادة الله.
والله يريد أن يعمل نفس الشيء لك، لأن لك هدف، وحياتك لها هدف، لا يمكن لأحد آخر أن يصنع ما يمكنك أن تصنعه، فأنت فريد وقد وضعك الله هنا علي الأرض لهدف معين، فأنا لي وظيفه وأنت لك وظيه، لا أستطيع أن أحل محلك ولا تستطيع أنت أن تحل محلي، فالله قد أوكلك مهمه أنت وحدك تستطيع أن تُتممها، وإن كان هناك مرض يُعيق حياتك وجسدك، لأبد من أن تطرده خارجك، لأبد أن تحاربه بقوة الله، لأبد وأن تتكلم بكلمات الحياة، لهذا الموت الذي يحاول أن يتسرب لجسدك.
يتكلم الكتاب عن اليشع وخادمه جحيزي في ٢ ملوك ٦ : ١٥-١٧
فَبَكَّرَ خَادِمُ رَجُلِ ٱللّٰهِ وَقَامَ وَخَرَجَ، وَإِذَا جَيْشٌ مُحِيطٌ بِالْمَدِينَةِ وَخَيْلٌ وَمَرْكَبَاتٌ. فَقَالَ غُلاَمُهُ لَهُ: آهِ يَا سَيِّدِي! كَيْفَ نَعْمَلُ؟
فَقَالَ: لاَ تَخَفْ، لأَنَّ ٱلَّذِينَ مَعَنَا أَكْثَرُ مِنَ ٱلَّذِينَ مَعَهُمْ. وَصَلَّى أَلِيشَعُ وَقَالَ: يَا رَبُّ، ٱفْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ. فَفَتَحَ ٱلرَّبُّ عَيْنَيِ ٱلْغُلاَمِ فَأَبْصَرَ، وَإِذَا ٱلْجَبَلُ مَمْلُوءٌ خَيْلاً وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ حَوْلَ أَلِيشَعَ.
فيارب كما فتحت عيني جحيزي ليري، افتح عيني كل من يسمع هذا التعليم ليري جودك. يري صلاحك و لا يعتسر بأكاذيب الشيطان. فلا يصدق إنك تجرب مؤمنيك بالشرور والمرض. لا يرتبك فيعتقد ان المرض بركة بل يفهم انها لعنة وقد فدانا المسيح منها.
أشكرك يارب لأنك تستجيب أمين.
انتهي الجزء الثالث
رأينا في الجزء الأول كيف ان الله يريد ان يشفيك وان يعطيك حياة مديدة وكيف ان الرب لايصنع المرض ولا المصائب في حياة المؤمنين ليلقنهم درساً.
وفي هذا الجزء سنري مفاهيم كثيرة من الكتاب المقدس تؤكد ان ارادة الله ان يشفيك.
كما سنتناول بعض الأمثلة من خدمة الرب يسوع علي الأرض لنفهم كيف كان يعمل وكيف استلم الناس الشفاء منه.
مزمور 91 : 16 يقول الرب “مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي”
فماذا يقصد الرب بكلمة سأريه خلاصي؟
كلمة “خلاصي” المستخدمة في الكتاب المقدس، ترجع إلي الأصل اليوناني من كلمة “سودزو sozo”، وحسب القاموس فهي تعني يخلص مجازياً أو حرفياً، تعني يجعل كاملاً أو يشفي أو يحرر، ومرات أخري تعني ينجح.
عن المرآة نازفة الدم يقول الكتاب في متي 9 : 21 “لأَنَّهَا قَالَتْ فِي نَفْسِهَا: إِنْ مَسَسْتُ ثَوْبَهُ فَقَطْ شُفِيتُ“.
كلمة “شفيت” هي الكلمة اليونانية المترجمة من “سودزو sozo”
وفي آية 22 يكمل الكتاب ويقول “فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَأَبْصَرَهَا فَقَالَ: ثِقِي يَا ابْنَةُ. إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ“.
مرة آخري كلمة “شفاكِ” هي نفس الكلمة “سودزو sozo”، والمترجمة مرات كثيرة “يخلص”.
في متي 14 : 30 عندما رأي بطرس الرب يسوع ماشياً علي الماء وطلب منه أن يمشي علي الماء هو أيضاً، يقول الكتاب: “وَلَكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ صَرَخَ: يَا رَبُّ نَجِّنِي“.
كلمة “نجني” مرة أخري، هي نفس الكلمة في اليونانية “سودز sozo”، والتي ترجمة مرات كثيرة “يخلص”.
ويتكلم الكتاب عن مجنون الجدريين، الذين كانوا يقيدونه بالسلاسل، وكان لا يقدر أحد عليه، وقد أطلقه يسوع من قبضة الشيطان.
ففي لوقا 8 : 36 يقول الكتاب “أَخْبَرَهُمْ أَيْضاً الَّذِينَ رَأَوْا كَيْفَ خَلَصَ الْمَجْنُونُ”.
وكلمة “خلص” هنا، تعود لنفس الكلمة اليونانية “سودزو sozo”، وهنا تعني التحرر من قبضة الشيطان.
ومثال آخر شهير في يعقوب 5 : 15 يقول الكتاب “وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ”.
مرة أخري كلمة “تشفي“، هنا هي نفس الكلمة اليونانية “سودزو sozo”، نفس الكلمة المستخدمة “لمغفرة الخطايا”.
ومثال أخر: كيف أن الكلمة المستخدمة “للخلاص” تعني أكثر من مجرد مغفرة الخطايا، بل أيضا “الشفاء الجسدي”.
الرب يسوع لم يَمُت فقط لكي يخلصنا من الخطية، بل أيضا ليخلصنا من المرض والاكتئاب، من تسلط الشيطان واستعباده لنا، ومن الفقر ومن الفشل.
في مزمور 103 : 1-3 يقول المرنم “بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ وَكُلُّ مَا فِي بَاطِنِي لِيُبَارِكِ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ. بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ. الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ”.
تَري الكتاب، لا يفرق خلاص الرب يسوع، بين مغفرة الخطايا وشفائنا الجسدي أيضا.
يقول بولس في غلاطية 1 : 4 عن الرب يسوع “الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِ خَطَايَانَا، لِيُنْقِذَنَا مِنَ الْعَالَمِ الْحَاضِرِ الشِّرِّيرِ حَسَبَ إِرَادَةِ اللهِ وَأَبِينَا”.
فالرب أهتم بنا، أهتم بحياتنا علي الأرض كما أهتم بمغفرة خطايانا، وأهتم أن يخلصنا بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني.
فأهتم بمغفرة خطايانا، وأهتم بشفأنا الجسدي، أهتم بأن لا يتركنا يتامى، وأن لا يتركنا في اكتئاب، بل أن يعطينا أمل، أهتم بأن يخلصنا ويحررنا من قبضة الشيطان، وأهتم بأن نكون ناجحين.
يقول داود في مزمور 27 : 13 “أَنَّنِي آمَنْتُ بِأَنْ أَرَى جُودَ الرَّبِّ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ”
فالمرض والاحباط والاكتئاب والفقر ليس من جود الله.
أنت أيضاً، آمن أن تري صحتك تتعافي، وتري جود الله في أرض الأحياء.
مرة أخري يقول الكتاب في تثنية 11 : 18- 21 “فَضَعُوا كَلِمَاتِي هَذِهِ عَلى قُلُوبِكُمْ وَنُفُوسِكُمْ وَارْبُطُوهَا عَلامَةً عَلى أَيْدِيكُمْ وَلتَكُنْ عَصَائِبَ بَيْنَ عُيُونِكُمْ وَعَلِّمُوهَا أَوْلادَكُمْ مُتَكَلِّمِينَ بِهَا حِينَ تَجْلِسُونَ فِي بُيُوتِكُمْ وَحِينَ تَمْشُونَ فِي الطَّرِيقِ وَحِينَ تَنَامُونَ وَحِينَ تَقُومُونَ. وَاكْتُبْهَا عَلى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بَيْتِكَ وَعَلى أَبْوَابِكَ لِتَكْثُرَ أَيَّامُكَ وَأَيَّامُ أَوْلادِكَ عَلى الأَرْضِ التِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآِبَائِكَ أَنْ يُعْطِيَهُمْ إِيَّاهَا كَأَيَّامِ السَّمَاءِ عَلى الأَرْضِ”.
الرب يعلم، أن كلماته ليست من هذا العالم، يعلم أن كلماته تنسي، يعلم أن كلماته تحارب، يعلم أنك ستنسي كلامه، يعلم أنه من السهل أن تصدق العالم، يعلم أن كل أخبار العالم هي عكس كلامه، فالطبيب لا يقول لك ستحيا، والأصدقاء لا يؤمنون بالشفاء، والأقارب يخافون ولا يثقون في الرب، لهذا يجب أن تضع هذه الكلمات في قلبك، وأن تكلم بها أولادك، وتضعها أمام عينيك. حتى لا تنسي ولا تشك في قلبك، بل تؤمن بأن ما قاله الرب يكون، وأن ترنم مع المرنم كما قال في مزمور 118: 17 “لاَ أَمُوتُ بَلْ أَحْيَا وَأُحَدِّثُ بِأَعْمَالِ الرَّبِّ”.
تَري الرب، قد وعدنا مرات كثيرة بطول الحياة، قد وهبنا هذه النعمة، وليس هو إنسان حتى يكذب، أو يعد ولا يفي، فابدأ أنت بترديد هذه الوعود بفمك، واعترف بها، بل امن بكلام الله وخطط حياتك طبقا لوعوده.
قل: سأعيش حياة طويلة.
فالرب وضعك هنا علي الأرض من أجل هدف محدد، قد وضعك هنا حتى تتمم مشيئة الله.
لك أن تقول: لن أخضع حياتي للموت حتى أري تمام مشيئة الله في حياتي.
لن أقف أمام الرب فيقول لي: لماذا لم تُمم المهمة المؤكل إليك؟
لماذا لم تكمل السعي؟
هكذا كانت حياة يسوع، وهذه هي الطريقة التي عمل بها .
فقال يسوع: “لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي”. يوحنا ١٠ : ١٨
فكان هناك وقتاً محدد لكي يسلم الرب يسوع حياته، وأشكر الله أنه تمم مشيئة الله .
وهدف حياتك مهم أيضاً، فلعلك لديك شيء تبارك به حياتي، بل قد تغير حياتي بالكامل، فمن الممكن أن تلمس آخرين بطريقة لا تتخيلها، لكنك يجب أن تخرج وتتحرك، وتعرف وتنمو في مشيئة الله لحياتك، ولا تسمح بأن تقطع حياتك وتقصَّر، بل تؤمن بوعود الله، ولا تسمح بالشكوك أن تدخل إلي قلبك، وأن تملئ جوفك بكلامه، ولا تهين جسدك، وأن تأكل طعماً صحياً، وتحافظ علي جسدك.
فلا يمكن أن تكسر القوانين الطبيعة، وتتوقع أن تعيش حياة طويلة، فلابد أن تصنع كل ما في وسعك، لكي تبقي صحيحا، وتحافظ علي حياتك.
فتكلم بعود الله، تلفظ بكلامه، وستري وعود الله تتحقق في حياتك.
والآن، دعنا نتكلم عن خدمة الرب يسوع علي الأرض.
قال الرب يسوع: في أنجيل يوحنا 14 : 9 ” اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ”
فإذا كان هناك أحداً قد صنع إرادة الله علي الأرض، يكون هو الرب يسوع.
في متي ٤ : 23- 24 يقول الكتاب “وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْبِ فَذَاعَ خَبَرُهُ فِي جَمِيعِ سُورِيَّةَ. فَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ السُّقَمَاءِ الْمُصَابِينَ بِأَمْرَاضٍ وَأَوْجَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ وَالْمَجَانِينَ وَالْمَصْرُوعِينَ وَالْمَفْلُوجِينَ فَشَفَاهُمْ”.
في متي 8 : 5-10 يقول الكتاب “وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ كَفْرَنَاحُومَ جَاءَ إِلَيْهِ قَائِدُ مِئَةٍ يَطْلُبُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ: يَا سَيِّدُ غُلاَمِي مَطْرُوحٌ فِي الْبَيْتِ مَفْلُوجاً مُتَعَذِّباً جِدَّاً. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا آتِي وَأَشْفِيهِ. فَأَجَابَ قَائِدُ الْمِئَةِ: يَا سَيِّدُ لَسْتُ مُسْتَحِقّاً أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي لَكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَقَطْ فَيَبْرَأَ غُلاَمِي. لأَنِّي أَنَا أَيْضاً إِنْسَانٌ تَحْتَ سُلْطَانٍ. لِي جُنْدٌ تَحْتَ يَدِي. أَقُولُ لِهَذَا: اذْهَبْ فَيَذْهَبُ وَلِآخَرَ: ايتِ فَيَأْتِي وَلِعَبْدِيَ: افْعَلْ هَذَا فَيَفْعَلُ. فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ تَعَجَّبَ وَقَالَ لِلَّذِينَ يَتْبَعُونَ: اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَاناً بِمِقْدَارِ هَذَا”.
في آية 13 يقول “ثُمَّ قَالَ يَسُوعُ لِقَائِدِ الْمِئَةِ: اذْهَبْ وَكَمَا آمَنْتَ لِيَكُنْ لَكَ. فَبَرَأَ غُلاَمُهُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ”.
وفي متي آية 14-16 يقول الكتاب “وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ بُطْرُسَ رَأَى حَمَاتَهُ مَطْرُوحَةً وَمَحْمُومَةً. فَلَمَسَ يَدَهَا فَتَرَكَتْهَا الْحُمَّى فَقَامَتْ وَخَدَمَتْهُمْ وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ قَدَّمُوا إِلَيْهِ مَجَانِينَ كَثِيرِينَ فَأَخْرَجَ الأَرْوَاحَ بِكَلِمَةٍ وَجَمِيعَ الْمَرْضَى شَفَاهُمْ”.
في متي 9 : 20-22 يقول الكتاب “وَإِذَا امْرَأَةٌ نَازِفَةُ دَمٍ مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً قَدْ جَاءَتْ مِنْ وَرَائِهِ وَمَسَّتْ هُدْبَ ثَوْبِهِ لأَنَّهَا قَالَتْ فِي نَفْسِهَا: إِنْ مَسَسْتُ ثَوْبَهُ فَقَطْ شُفِيتُ. فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَأَبْصَرَهَا فَقَالَ: ثِقِي يَا ابْنَةُ. إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ. فَشُفِيَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ”.
ولاحظ ما قاله لها الرب يسوع: “إيمانك شفاكِ”، وهذا ما قاله أيضاً يسوع لقائدة المئة، فإيمانك يتمم شفائك.
وفي متي 9 : 27 -30 يقول الكتاب “وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ تَبِعَهُ أَعْمَيَانِ يَصْرَخَانِ وَيَقُولاَنِ: ارْحَمْنَا يَا ابْنَ دَاوُدَ. وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْبَيْتِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ الأَعْمَيَانِ فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: أَتُؤْمِنَانِ أَنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ هَذَا؟
فالرب يسوع يسألك هذا السؤال اليوم أيضاً، هل تؤمن بأنني أستطيع؟
هل تؤمن بأنه يستطيع أن يشفي جسدك؟
فقالا له : نعم يا سيد. فبماذا تجاوبه اليوم؟
“قَالاَ لَهُ: نَعَمْ يَا سَيِّدُ. حِينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً: بِحَسَبِ إِيمَانِكُمَا لِيَكُنْ لَكُمَا. فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا“.
وفي أية 32 يقول الكتاب “وَفِيمَا هُمَا خَارِجَانِ إِذَا إِنْسَانٌ أَخْرَسُ مَجْنُونٌ قَدَّمُوهُ إِلَيْهِ فَلَمَّا أُخْرِجَ الشَّيْطَانُ تَكَلَّمَ الأَخْرَسُ فَتَعَجَّبَ الْجُمُوعُ قَائِلِينَ: لَمْ يَظْهَرْ قَطُّ مِثْلُ هَذَا فِي إِسْرَائِيلَ! أَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا: بِرَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ”.
وهناك اليوم قوم متدينين تدين ميت، يقولون: إن من يعمل بالشفاء اليوم هو من الشيطان.
دعني أقرا لك أعمال 10 : 38 يقول الكتاب “يَسُوعُ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ كَيْفَ مَسَحَهُ اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْقُوَّةِ الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْراً وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ”.
تَري يقول “كان “َيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ”، أي كانوا تحت سيطرة إبليس.
أي أن الشيطان أستطع أن يخضعهم قهراً.
والآن متي تبدلت الأدوار؟
متي أصبح الله هو الذي يمرض الناس، وأصبح الشيطان يشفي الناس؟
متي أصبح الشيطان يبارك الناس؟ أو متى أصبح الشيطان يخلص الناس من عذابهم، ويساعدهم علي تحقيق مشيئة الله في حياتهم؟
بالطبع لا.
فالشيطان والله لم يبدلوا أدوارهم، فالأمر سهل، الشيطان شرير، والرب صالح.
ليس من الصعب فهم هذا المبدأ، ليس من الصعب فهم أن المرض دائماً يأتي من الشيطان.
ففي البدء عندما أخطئ آدم، دخل الموت والمرض إلي العالم، وبذلك سلم آدم العالم إلي الشرير، والآن أصبح الشيطان يدعي “رئيس هذا العالم”، وأصبح يطلق عليه “المعذب”، ولكن قد آتي الله حتى يخلصك ويحررنا من إبليس.
الكتاب يقول في يوحنا 10:10 “اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ”.
يتكلم عن إبليس وكل هؤلاء الذين يتبعونه، وأما الرب يسوع قد آتي لكي يشفيك ويحررك ويعطيك حياة.
يقول الكتاب في متي 18: 11 عن يسوع “لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ”.
في لوقا 9: 56 يقول “لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ بَلْ لِيُخَلِّصَ”.
في يوحنا 3: 17 يقول الكتاب “لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللَّهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ”.
وهكذا نعود مرة أخري إلي متي 9 : 35- 36 يقول الكتاب “وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ الْمُدُنَ كُلَّهَا وَالْقُرَى يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهَا وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ فِي الشَّعْبِ. وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ إِذْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَغَنَمٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا”.
كان مفترض أن الفريسيين هم رعاة الغنم في هذا الوقت، كانوا هم معلمين وقسوس هذه الأيام، وكانوا من المفترض أن يرعوا الغنم وأن يطعموا الغنم.
قال يسوع لبطرس: إن كنت تحبني أرعي خرافي.
بماذا يرعاهم؟
يرعاهم بالإنجيل، بالأخبار السارة، بأن الرب يسوع قد آتي، ووضع طريق للخلاص، عندما لم يكن طريقاً، فقد آتي ليرد المسلوب ويعُطي حياة ويشفي.
إن لم يطعمك رُعاتك، ولم تسمع من قبل هذه الأخبار السارة، فقد قصرت الرعاة، وتكون كخراف بلا راعي.
والكتاب يقول “كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَغَنَمٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا” والرب تحنن عليهم.
كانوا منزعجين ومتضايقين من الشر، ومن شرير، ولكن عندما تطعم من كلام الله، وأخباره السارة تتقوي وتثبت في هذا اليوم، عندما يحاول الشرير محاربتك، ولكن حينئذ لا يقدر عليك، لأنك تقويت في الرب، ووثقت فيه.
لابد أن نصلي للرعاة حتى يطعموا الخراف ويعلنوا الخبر السار.
انتهي الجزء الثاني